وبين هذه المنارات العلمية السامقة، تأتي جامعة الملك عبد العزيز، التي رعت إرهاصات مشروع تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها منذ ثلاثة عقود، إلى أن أصدر معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور / أسامة بن صادق طيب في 1430/09/24هـ قرارًا إداريًا بتشكيل في فريق عملٍ لإعداد تصور لإنشاء المعهد، وفي غضون شهر تقدم الفريق بتصور شامل لمشروع إنشاء معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، فتلقفته أيد كريمة، أولته رعاية ظلت تحفه حتى صدرت موافقة مجلس التعليم العالي على إنشاء معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، بجامعة الملك عبد العزيز، في 1431/04/26هـ متوجةً بموافقة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي الملك عبد الله بن عبد العزيز- رحمه الله -في 1431/09/28هـ.

ومنذ ذلك الوقت والمعهد يسابق الزمن في بناء بيئة أكاديمية متميزة تتكامل فيها البنى الأكاديمية والإدارية والفنية، بشرية ومادية، من تصميم للمقر الذي يتمتع بأرقى ما وصلت إليه تقنيات تعليم اللغات من مميزات، إلى التخطيط الإداري بمختلف أنواعه : التخطيط الإستراتيجي والتنفيذي والتشغيلي وهيكلة المهام والصلاحيات، إلى استقطاب الكفاءات العلمية توظيفا وتعاقداً، والكفاءات الإدارية والتقنية التي تمثل طليعة رائدة تعمل بروح الفريق تضع الإنجاز المتقن بوصلة لأنفاسها في رحاب المعهد .

كل ذلك في ظل رعاية كريمة من معالي مدير الجامعة السابق الأستاذ الدكتور / أسامة بن صادق طيب ومن معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور / عبد الرحمن بن عبيد اليوبي، وأصحاب السعادة وكلاء الجامعة، فالكل هنا يحمل رسالة المعهد على عاتقه، ولا يدخر عنه دعما ولا رأيا . من هنا انطلق المعهد في تصميم خططه الدراسية، وتنفيذ برامجه التعليمية، ودعمها بمشروع تأليف مقررات يبدأ من حيث انتهى الآخرون، ويستلهم ومضات الإبداع في أحدث ما توصلت إليه أساليب وتقنيات تعلم اللغات، ويعزز تلك المقررات بوسائل تعليمية متنوعة من أنشطة وتمارين مسموعة ومرئية، وسلاسل قصصية، وبرامج إلكترونية للتقييم والقياس .